اضطرابات النوم حالة تستحق المعالجة… عندما تتحوّل العادة إلى مرض!

اضطرابات النوم حالة تستحق المعالجة… عندما تتحوّل العادة إلى مرض!

تعتبر اضطرابات النوم من الاضطرابات الصحية التي يعانيها كثيرون فيتحملون تبعاتها الكثيرة على الصحة النفسية وعلى جودة الحياة، وحتى على الصحة عموماً. إذ تهدد الصحة الذهنية والنفسية والجسدية بحسب ما يؤكد الخبراء، كما تزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب والسمنة، إضافة إلى ضعف جهاز المناعة. ومن جهة أخرى، هي تزيد من خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب وصعوبة التركيز ما يؤثر على الأداء اليومي. ولاضطرابات النوم أسباب عديدة تتحدث عنها الطبيبة الاختصاصية بالعناية المركزة الرئوية في مركز “بلفو” الطبي الدكتورة سيلين بعقليني، مشيرةً إلى الدور الأساسي للعامل النفسي في ذلك.

ما الأسباب التي تؤدي إلى اضطرابات النوم؟

بحسب بعقليني، تشمل اضطرابات النوم الأرق وصعوبات النوم في المساء وأيضاً الاستيقاظ ليلاً وعدم القدرة على النوم مجدداً. وهي اضطرابات يمكن أن تنتج من أسباب نفسية أو فيزيولوجية. وثمة أشخاص لا ينامون إلا ساعات قليلة ويعجزون عن النوم لمزيد من الوقت وفق التوصيات. ومن اضطرابات النوم ما يرتبط بحالة انقطاع النفس أثناء النوم.

 

ما هي حالة انقطاع النفس أثناء النوم؟

 

 

أثناء النوم يحصل ارتخاء في كل عضلات الجسم، ومنها اللسان الذي يعود إلى الخلف مسبباً انقطاع النفس عن البعض، فيشعر الشخص عندها بالحاجة الملحة إلى النهوض تجنباً للشعور بالاختناق. ونتيجة انقطاع النفس أثناء النوم يعاني الشخص حالة تعب خلال النهار ومشكلات في التركيز وإحساساً متواصلاً بالنعاس والحاجة إلى النوم نهاراً، وفق ما توضحه بعقليني. كما أن هؤلاء يعانون مشكلة زيادة في الوزن أو سمنة ما يشكل عامل خطر يزيد من احتمال الإصابة بأمراض القلب والشرايين، خصوصاً أنه نتيجة هذه الحالة، ينتج الجسم جذريات حرة تؤثر سلباً على صحة القلب. لذلك، في حال وجود مشكلة انقطاع النفس أثناء النوم يطلب من المريض التحقق من صحة القلب لأن الحالتين مترابطتان. كما قد يطلب منه خفض الوزن في حال وجود مشكلة سمنة، لأن السمنة عامل خطر يرتبط بالإصابة بحالة انقطاع النفس أثناء النوم.

 

قد يتمكن البعض من النوم في أي مكان آخر غير السرير ما السبب وراء ذلك؟

ثمة أسباب نفسية وراء اضطرابات النوم في حالات كثيرة. وهذا ما يفسر عجز البعض عن النوم في السرير والقدرة على النوم أمام التلفزيون مثلاً. إذ يصبح السرير مصدر توتر لهم. حتى أن البعض يعتاد على النوم أمام التلفزيون، وفي هذه الحالة ترتبط اضطرابات النوم بسلوكيات خاطئة معينة متبعة. وفي هذه الحالة، قد تكون هناك حاجة إلى المعالجة النفسية لوقف هذه العادات الخاطئة والنوم في ظروف طبيعية. إنما في الوقت نفسه، توضح بعقليني، يمكن أن تتحول االعادات إلى مرض أحياناً عندما تزيد الأمور عن حدها، ويمكن أن تتحول إلى مشكلة نفسية تستدعي العلاج النفسي حتى يتم تصحيحها.

من جهة أخرى، يمكن أن ترتبط اضطرابات النوم بعدم رغبة البعض في إضاعة الوقت بالنوم. فقد يسهرون حتى ساعة متأخرة ليتسنى لهم الوقت لمشاهدة التلفزيون لوقت أطول. هم يعتبرون النوم مضيعة للوقت ويمكن أن تتطور الاضطرابات لديهم لهذا السبب.

لكن أياً يكن السبب وراء اضطرابات النوم، وسواء كانت نفسية أم فيزيولوجية هي تستدعي المتابعة والمعالجة من خبير نظراً إلى تداعياتها النفسية وعلى جودة الحياة. فهي تساهم في إدخال من يعانيها في دوامة يصعب الخروج منها إذا تطورت مع ما ينتج منها من مشكلات نفسية.

 

 

LinkedIn
Share
Copy link
URL has been copied successfully!

الأخبار