نظم فرع الجنوب في “تجمع المعلمين في لبنان” اللقاء السنوي الخاص بمندوبيه العاملين على امتداد منطقة جبل عامل الأولى، والذي حمل عنوان “الوضع الراهن وتحديات المرحلة المقبلة”، برعاية مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في “حزب الله” عبد الله ناصر وفاعليات.
بعد آيات من القرآن الكريم، عرض ناصر لمجموعة من المبادرات التي ينفذها “حزب الله” من أجل “دعم الواقع التربوي والوقوف إلى جانب الطلاب وذويهم في هذه المرحلة، وإلى جانب الكوادر التعليمية التي تتولى مهمة التربية والتعليم وتنشئة الأجيال، والحفاظ على استمرارية مسيرة العلم رغم كل التحديات التي تحيط بنا”، لافتا الى أن “دور المعلم يتجسد أيضا في صناعة التفوق خاصة وأنه من الملاحظ أن طلابنا يحصدون المراتب الأولى في لبنان في السنوات الأخيرة”.
وأكد “مواصلة حزب الله جهوده في تقديم ما يلزم لدعم مسيرة التعليم في لبنان انطلاقا من أن العلم مرتبط ببناء الإنسان والمجتمع”، متوجها بـ”التحية والتقدير للشهداء والجرحى من المعلمين والمعلمات الذين عانوا من العدوان الصهيوني على لبنان”.
ثم تطرق إلى المستجدات السياسية، فقال: “ان وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي في أماكن مختلفة داخل الأراضي اللبنانية يعد جزءا من إفشال مساعي بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، ولكن بدلا من أن تقوم الدولة باتخاذ الإجراءات كافة لتحرير الأراضي اللبنانية وفق ما نص اتفاق الطائف، بما فيها نشر الجيش اللبناني على كامل الأراضي اللبنانية المعترف بها دوليا، جاءت الحكومة لتطالب بنزع سلاح المقاومة”.
اضاف: “على مر التاريخ تمسكت الدول بمقاومتها حتى تحرير أراضيها كما في فرنسا والجزائر وتونس ودول أوروبا وغيرها، إلا في لبنان يريدون منا اليوم أن نترك سلاحنا في الوقت الذي يحتل فيه العدو أرضنا”.
وتابع: “إذا كانت إرادة الدولة اللبنانية مسلوبة فهذا يعني أنها دولة محتلة، والاحتلال يكون إما عسكريا أو بالسيطرة على القرار، والسلطة مأسورة والسيادة منقوصة، ونحن نريد أن نستعيد سيادة البلد من هذه الحكومة المسلوبة الإرادة التي يُفرض عليها ضغوط خارجية تفوق قدرتها على التحمّل وفق ما تدعيه وتصرح به. وها نحن نرى اليوم حركة المندوبين الدبلوماسيين التي لا تهدأ ذهابا وإيابا، ثم يأتي في لبنان من يقول ان بلدنا حر ومستقل، في الوقت الذي يعتبر فيه أن أي تصريح يصدر عن أي مسؤول في الجمهورية الإسلامية تدخلا إيرانيا في الشؤون اللبنانية”.
وسأل: “هل يعمل هؤلاء لمصلحة لبنان، وهل الورقة التي أقرتها الحكومة غير الميثاقية في جلسة السابع من آب ورقة لبنانية؟ وعندما وصف سماحة الأمين العام الواقع الذي وصلنا إليه ادعوا بأن كلامه يهدد السلم الأهلي، بينما هم، مجموعة من الوزراء والسلطة، ارتجلوا قرارات مصيرية بشكل متسرّع، ألا يهددون السلم الأهلي؟ كيف تضع مشروعا له علاقة بكيان لبنان وبوجود لبنان، وبمصير البلد منذ أربعين سنة إلى اليوم، وتأتي في ساعة بحكومة منقوصة لتأخذ قرارا بهذا الشكل وتقول إنك تحافظ على السلم الأهلي؟”.
وقال ناصر: “بعض من في البلد لا يعرفون كيف يُدفعون وبأي اتجاه، ولربما استطالوا خيالاتهم وظنوا أن الأمور انتهت، معتقدين أنهم قادرون على القيام بما يريدون، ولكن هذا وهم بوهم، وهؤلاء لا يعرفون ما حقيقة الأمر، ولنكن واضحين فقد واجهنا كل أنواع الاحتلالات إلى اليوم، وليأت أصحاب التاريخ ويناقشونا ليجدوا أن سلاحنا نحن موجود من قبل استقلال لبنان، هذا السلاح الذي يطالبون بأخذه اليوم موجود منذ زمن الشيخ ناصيف النصار، وأيضا من زمن صادق حمزة وادهم خنجر اللذين واجها الاحتلال الفرنسي عام 1920، وصولا إلى سماحة العلامة السيد عبد الحسين شرف الدين وسماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر الذي نعيش في هذه الايام ذكرى اختطافه”.
اضاف: “هذا السلاح كان موجودا منذ ما قبل استقلال لبنان، فكيف يأتي البعض ليأخذه في الوقت الذي لم يشارك هؤلاء يوما في حرب للدفاع عن لبنان ضد عدو أجنبي، فقد تآمروا في كل الحروب الإسرائيلية على لبنان منذ العام 1948 حتى 2024، تآمروا مع داعش في سوريا ضد لبنان، في كل حرب كان هناك جزء من هؤلاء يتماهى مع العدو، في حين أننا دفعنا دماء شهدائنا للدفاع عن لبنان، ثم يأتي هؤلاء ليقولوا انهم هم اللبنانيون أما نحن فلسنا بلبنانيين”.
وتابع: “ما تعريفكم للبناني، هل تعني بالنسبة لكم أن تقاتل أخاك اللبناني كما تفعل الآن؟ وأن تقاتل الجيش اللبناني كما قاتلته في السابق؟ وأن تصنع مشكلة داخلية مهما بلغ الأمر؟”.
وقال: “أن تكون لبنانيا يعني أن تدافع عن أرضك وسيادتك ووطنك، وأن تضحي من أجل هذا الوطن، فنحن من حرر هذا البلد، ونحن من يعطي الشرعية للآخرين في هذا البلد، وعليهم أن يفهموا هذا الأمر، أما إذا أرادوا هذا السلاح فهو ملك لكل شهيد ولكل عائلة شهيد وأم شهيد وأب شهيد وزوجة شهيد وأخت شهيد وأخ شهيد، وهو ملك الجرحى، ولكل طفل فقد شهيدا في هذه المعركة، هو ملك لكل شخص تهدم منزله في هذا الجبل أو في هذا البلد، وهو ملك لكل شخص ارتعب وتزعزع أمنه، ومن يريد أن ينزع السلاح فليجل على كل هؤلاء ويأخذ رأيهم فردا فردا، وإذا وجد موافقة منهم نحن سنقول له، مبروك عليك، هكذا فقط يمكنكم أن تأخذوا السلاح، أما غير ذلك فلا يستطيع أحد أن يأخذ شيئا”.
أضاف: “رأينا كل الوعود الخارجية ونتائجها، وأن التجربة تتحدث الولايات المتحدة الأميركية في أماكن أخرى وكيف كان يترك من يراهنون عليه على أراضي المطارات يتعلّقون بإطارات الطائرات، وهم في لبنان حتما سيتركونكم، أما نحن ففي مواجهة المشروع الأميركي والإسرائيلي لم نهزم ولن نهزم لأننا أصحاب حق، وأصحاب أرض ومشروع لا يزال مستمرا”.
وتابع: “نسأل من يقولون ان الدعوة لتسليم سلاحنا تأتي من باب الحرص على الحفاظ علينا من أي خطر: لماذا لم تأتِ إلى هذا الشعب الذي تعرض للحرب لتسأل عنه؟ إذا كنت تحبه هكذا، لماذا لم تأتِ على الأقل لترى ماذا يريد اليوم؟ وهل سألت عن بيوته، عن منازله، هل يأكل ويشرب، أين يسكن، هل يتلقى الرعاية الصحية اللازمة؟ هل أرسلت مسؤولا أو وزيرا ليطلع عليه؟”.
وختم: “الناس تحمّلت وحزب الله يقف إلى جانبها، وهو مستمر بالدعم وبإعادة البناء والترميم، وبإيصال كل المستلزمات وكل المستحقات لشعبنا وأهلنا، ورسالتنا جميعا هي أن نستمر بهذا الخط، وأن نعمل في الليل والنهار من أجل الوصول إلى أهدافنا ومواجهة كل التحديات”











