بوتين وزيلينسكي يكثفان الاتصالات مع حلفائهما قبيل قمة ألاسكا

بوتين وزيلينسكي يكثفان الاتصالات مع حلفائهما قبيل قمة ألاسكا

 

أجرى الرئيسان الأوكراني والروسي اتصالات هاتفية مع حلفائهما وشركائهما الأحد لليوم الثالث على التوالي، قبل أيام من القمة المرتقبة بين فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب الجمعة في ولاية ألاسكا الأميركية.

 

وتحدث فولوديمير زيلينسكي هاتفيا مع 13 زعيما أجنبيا خلال الأيام الثلاثة الماضية، من بينهم داعموه الأوروبيون الرئيسيون، المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا.

 

كما اتصل باثنين من شركاء روسيا التقليديين، هما رئيسا كازاخستان وأذربيجان.

 

وقال زيلينسكي على تلغرام بعد اتصاله بنظيره الأذربيجاني إلهام علييف: “من المهم أن تُجبر الجهود المشتركة للعالم أجمع روسيا في النهاية على إنهاء عدوانها”.

 

من جانبه، تحدث بوتين مع تسعة رؤساء دول أجنبية منذ الجمعة، من بينهم الشركاء الأكثر قربا، الصيني شي جينبينغ والهندي ناريندرا مودي والبرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

 

كما اتصل برؤساء عدد من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق التي تربطها علاقات جيدة بموسكو، أي بيلاروس وأوزبكستان وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان.

 

وأثار الإعلان عن قمة ترامب-بوتين التي يغيب عنها من حيث المبدأ زيلينسكي، مخاوف حلفاء كييف من احتمال إبرام صفقة بدون أوكرانيا، تُجبرها على التنازل عن أجزاء من أراضيها لروسيا.

 

ومنذ ذلك الحين، يؤكد الرئيس الاوكراني ضرورة مشاركة بلاده وحلفائها الأوروبيين في هذه العملية.

 

 

 

 

إلى ذلك، أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن اعتقاده بأن زيلينسكي سيشارك في قمة ترامب وبوتين.

 

وقال ميرتس في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الألماني: “نأمل ونعتقد أن حكومة أوكرانيا، أن الرئيس زيلينسكي سيشارك في هذا اللقاء”.

 

وأوضح ميرتس أن برلين تعمل على نحو وثيق مع واشنطن للسعي إلى ضمان مشاركة زيلينسكي في المحادثات.

 

وتابع: “لا يمكننا القبول بأن تُناقش أو تُقرر مسائل إقليمية بين روسيا والولايات المتحدة على حساب الأوروبيين والأوكرانيين”.

 

وأضاف: “أفترض أن الحكومة الأميركية ترى الأمور على النحو نفسه”.

 

 

إملاء شروط على كييف

 

وتخشى كييف من أن يسعى ترامب وبوتين خلال القمة لإملاء شروط لإنهاء الحرب المستعرة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة.

 

ويهدد ترامب منذ أسابيع بفرض عقوبات جديدة على روسيا لامتناعها عن وقف الحرب، لكنه أعلن يوم الجمعة الماضي أنه سيعقد قمة مع بوتين في ألاسكا.

 

وقال مسؤول بالبيت الأبيض أمس السبت إن ترامب منفتح على حضور زيلينسكي، لكن الاستعدادات حاليا تجري لعقد اجتماع ثنائي مع بوتين.

 

واستبعد بوتين الأسبوع الماضي لقاء زيلينسكي في هذه المرحلة قائلا إن شروط مثل هذا اللقاء لم تلب “للأسف”.

 

 

وقال ترامب إن اتفاقا محتملا سيتضمن “تبادل بعض الأراضي بما فيه صالح الجانبين”، وهو تصريح زاد من القلق الأوكراني من أنها قد تواجه ضغوطا للتنازل عن مزيد من الأراضي.

 

ويقول زيلينسكي إن أي قرارات تُتخذ من دون أوكرانيا ستكون غير قابلة للتنفيذ. وقال زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وفنلندا والمفوضية الأوروبية أمس السبت في بيان مشترك إن أي حل دبلوماسي يجب أن يحمي المصالح الأمنية الحيوية لأوكرانيا وأوروبا.

 

وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس: “الولايات المتحدة لديها القدرة على إجبار روسيا على التفاوض بجدية. وأي اتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا يجب أن يشمل أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، لأن الأمر يتعلق بأمن أوكرانيا وأوروبا بأكملها”.

 

وأضافت أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيجتمعون غدا الاثنين لبحث الخطوات التالية.

 

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته لشبكة إيه.بي.سي نيوز الأميركية إن قمة الجمعة “ستمثل اختبارا لبوتين، ومدى جديته في إنهاء هذه الحرب الرهيبة”.

 

وأضاف: “سيتعلق الأمر بالطبع بالضمانات الأمنية، ولكن أيضا بالحاجة المطلقة للاعتراف بأن أوكرانيا تقرر مستقبلها بنفسها، وأن أوكرانيا يجب أن تكون دولة ذات سيادة، تقرر مستقبلها الجيوسياسي الخاص بها”.

 

وتسيطر روسيا، التي غزت أوكرانيا في فبراير شباط 2022، على ما يقرب من خُمس مساحة البلاد حاليا.

 

وقال روته إن اتفاق السلام المستقبلي لا يمكن أن يتضمن اعترافا قانونيا بالسيطرة الروسية على الأراضي الأوكرانية، على الرغم من أنه قد يتضمن اعترافا بحكم الأمر الواقع.

 

وشبه ذلك بالوضع بعد الحرب العالمية الثانية عندما قبلت الولايات المتحدة بخضوع دول البلطيق لاتفيا وليتوانيا وإستونيا بحكم الأمر الواقع لسيطرة الاتحاد السوفيتي لكنها لم تعترف قانونيا بضمها.

 

وقال زيلينسكي اليوم الأحد: “يجب أن تكون نهاية الحرب عادلة، وأنا ممتن لكل من يقف إلى جانب أوكرانيا وشعبنا اليوم من أجل السلام في أوكرانيا التي تدافع عن المصالح الأمنية الحيوية لدولنا الأوروبية”.

 

وقال مسؤول أوروبي إن أوروبا توصلت إلى اقتراح مقابل لطرح ترامب لكنه رفض تقديم تفاصيل. واتهم المسؤولون الروس أوروبا بمحاولة إحباط جهود ترامب لإنهاء الحرب.

 

وقال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الأحد: “البلهاء الأوروبيون يحاولون منع الجهود الأميركية للمساعدة في حل الصراع الأوكراني”.

 

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان ينطوي على إهانة إن العلاقة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي تشبه “مضاجعة الأموات”.

 

وقال رومان أليخين، وهو مدون حرب روسي، إن دور أوروبا أصبح مجرد متفرج.

 

وأضاف: “إذا توصل بوتين وترامب إلى اتفاق مباشر، فإن أوروبا ستواجه أمرا واقعا”.

LinkedIn
Share
Copy link
URL has been copied successfully!

الأخبار