أعلنت السلطات الصحية الأميركية تسجيل أول إصابة بشرية منذ عقود بداء “الدودة الحلزونية”، وهي ذباب طفيلي آكل للحم، وذلك لدى مقيم في ولاية ماريلاند كان قد عاد مؤخرا من سفره إلى السلفادور. وقد خضع المصاب للعلاج، وتم تأكيد تعافيه.
وتثير هذه الإصابة، رغم ندرتها، مخاوف متجددة من احتمال عودة الطفيلي القاتل إلى الولايات المتحدة، خاصة إلى قطاع الثروة الحيوانية، الذي عانى تاريخيا من خسائر فادحة قبل أن تعلن البلاد خلوها من الطفيلي في ستينيات القرن الماضي.
ما هو طفيلي “الدودة الحلزونية”؟
يعد هذا الداء نوعا من الذباب الطفيلي حيث يضع بيضه في الجروح المفتوحة للحيوانات ذات الدم الحار. وبمجرد فقس البيض، تبدأ اليرقات في التهام الأنسجة الحية مسببة تلفا شديدا قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم التدخل العلاجي الفوري.
كيف تحدث العدوى لدى البشر؟
بحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن العدوى البشرية نادرة جدا، لكنها ممكنة، خصوصا في المناطق التي يتوطن فيها الطفيلي مثل بعض مناطق أمريكا الوسطى والجنوبية وجزر الكاريبي. وتحدث الإصابة عادة نتيجة تعرض جروح مفتوحة لبيئة موبوءة.
تهديد خطير للحيوانات
يعد الطفيلي آكل اللحم من أكثر الآفات فتكا بالمواشي، حيث يمكن أن يقتل حيوانات بالغة خلال أقل من 10 أيام دون علاج، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO).
وتشير تقديرات وزارة الزراعة الأميركية إلى أن تفشيا كبيرا في ولاية تكساس وحدها قد يكبد القطاع خسائر قد تصل إلى 1.8 مليار دولار.
جهود الوقاية والسيطرة
وأطلقت وزارة الزراعة الأميركية خطة استجابة عاجلة تتضمن 5 محاور رئيسية وهي:
إنشاء منشأة لإنتاج الذباب المعقم في قاعدة مور الجوية بولاية تكساس.
بناء مركز توزيع بقيمة 8.5 مليون دولار لإطلاق الذباب في مناطق التفشي.
تطبيق “تقنية الحشرات العقيمة” عبر إطلاق ذكور غير قادرة على التزاوج بهدف كسر دورة التكاثر.
إقرار الاستخدام الطارئ للأدوية البيطرية للوقاية والعلاج.
الحفاظ على حاجز وقائي من الذباب المعقم بين بنما وكولومبيا بالتعاون مع دول المنطقة.
هل يجب أن يقلق السكان؟
ورغم خطورة الطفيلي، تؤكد السلطات أن خطر الإصابة بالنسبة للبشر في الولايات المتحدة يبقى منخفضا للغاية. ومع ذلك، يبقى التهديد الحقيقي موجها نحو قطاع تربية المواشي الذي يمثل قطاعا حساسا ذا تأثير اقتصادي بالغ.