أكد وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة أن “الثقافة عضو فاعل في عملية التعافي الاقتصادي في بلدنا”، مشيرا الى ان “الصناعات الثقافية من كتاب وفيلم واغنية وموسيقى وعمل ثقافي كل له دوره في سوق العمل في لبنان وقابل للازدياد، ويمكن تصديره للخارج ان احسنا سياسته في السنوات المقبلة”.
كلام سلامة جاء خلال مؤتمر صحافي في مقر المكتبة الوطنية – الصنائع، تتخلله إطلاق تطبيق Visit Tripoli ، بحضور وزير شؤون المهجرين وزير الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاجتماعي كمال شحادة، رئيس جامعة بيروت العربية الدكتور وائل نبيل عبد السلام، مدير عام الشؤون الثقافية الدكتور علي الصمد، مدير عام المهجرين والذكاء الاصطناعي أحمد محمود، مدير عام معرض رشيد كرامي الدولي الدكتور هاني شعراني، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء وائل زميلي، عضو بلدية طرابلس خالد كبارة ممثلا رئيس البلدية عبد الحميد كريمة وعدد من اعضاء المجلس البلدي وفاعليات تراثية وثقافية.
ويتضمن تطبيق Visit Tripoli وهو تعاون مشترك بين وزارة الثقافة وجامعة بيروت العربية في طرابلس، تسليط الضوء على مدينة طرابلس والتعريف بها ومختلف مواقعها التراثية والسياحية والحياتية، والدعوة الى جولات متنوعة في طرابلس واقتراحات مختلفة للسياحة في ارجائها والاستمتاع بالكثير من الأنشطة الثقافية والترفيهية الغنية، إضافة الى دليل للمدارس ودور العبادة والاسواق القديمة والمواقع التراثية التي تزخر بها المدينة العريقة تاريخيا وكيفية الوصول إليها.
ويعرض التطبيق للحرف اليدوية والصناعات المحلية التقليدية التي يمكن لزوار المدينة ايجادها مثل الصابون، الأعمال الخشبية والزجاجية والعطور… وشرح المهندس اسامة زيادة لمراحل إعداد المشروع وفريق العمل والتعاون مع وزارة الثقافة والالية التي اتبعت لإنجاز هذا التطبيق.
سلامة
وقال وزير الثقافة: “أود ان أشكر جامعة بيروت العربية في طرابلس اساتذة وعمداء ورئيسا، على هذه المبادرة الجميلة التي آمل ان تكون بداية عمل تعريفي اكثر على عاصمة الشمال، التي احب والتي ازورها بوتيرة ستتسارع لأسباب سأذكرها في سياق كلمتي” .
اضاف: “هذه مناسبة ايضا لنبدأ مع معالي الوزير شحادة مشوارنا الطويل، فقد حصلت الوزارة على هبة لبداية رقمنة المكتبة الوطنية، ونحن لن نقدم على هذه الخطوة الا بالتعاون مع الوزير شحادة والفريق المحيط به. وآمل قريبا ان نبدأ أيضا برقمنة ارشيف الوزارة الغني من الافلام السينمائية وسنقدم على ذلك ايضا مع وزارة الذكاء الاصطناعي، بمعنى اننا نعمل في هذه الحكومة على الاقل بتعاون مستمر ثنائي ومثلث الاضلاع احيانا مع زملاء آخرين في عملية تنموية قد تكون نموذجية، ومن حسن الفعل ان هذا الاعلان يتم فعلا من منطقة الشمال”.
وتابع: “منذ عشرين عاما عندما كنت في هذا المنصب بالذات، كان لدي هم كبير بأن تحصل منطقة الشمال على حصة كبيرة من قرض الارث الثقافي الذي حصلت عليه آنذاك من البنك الدولي. واليوم نحن عشية أمر مشابه، إذ نتفاوض مع دولة عربية شقيقة لمشروع عشر سنوات يختص بطرابلس لاحياء ترميم ما يجري ترميمه، وتفعيل عدد من الاماكن الجميلة في المدينة وخصوصا العمل على البنية التحتية للمدينة لكي لا يذهب الترميم عبثا بعد اتمامه”.
وقال: “هذا مشروع يكاد يكون جاهزا وسيمر في مجلس الوزراء قريبا بما يختص في هذه المدينة الغالية على قلوبنا جميعا، وسيتطلب تعاونا مع مختلف الوزارات، والوزارة الاولى التي سنتعاون معها هي وزارة الشؤون الاجتماعية بهدف انشاء مركز تدريب على استدامة الحرف التقليدية في مدينة طرابلس، وسيكون مركز خان العسكر مقرا لذلك المركز التدريبي. كما سنقوم بمشاريع مماثلة في اماكن اثرية اخرى لان الترميم بحد ذاته لا يكفي ان لم يتم بعد الانتهاء منه عمل تفعيلي اجتماعي واقتصادي وثقافي للمكان المرمم حتى لا يذهب الترميم عبثا ولا يسهم في اقتصاد المدينة”.
أضاف: “النقطة الثالثة التي اود التحدث عنها هي ان بلدنا بعد كبوته المالية والاقتصادية منذ ست او سبع سنوات بحاجة ماسة الى التعافي الاقتصادي، وما لا يدركه الكثيرون ان هذه الوزارة بالذات كما قال الوزير شحادة بأن اقتصاد المعرفة هو المستقبل، نحن نقول ان الثقافة هي عضو كامل العضوية في عملية التعافي الاقتصادي، فإذا نظرتم الى اسهام الصناعات الثقافية من كتاب وفيلم وديزاين واغنية وموسيقى وعمل ثقافي وازياء وغير ذلك، ستجدون امرا مثيرا للانتباه. ونحن نقوم بدراسة تفصيلية عن هذا الامر ستجدون اولا ان هذا القطاع هو جزء كبير جدا من سوق العمل في لبنان وقابل للازدياد ان احسنا سياسيته في السنوات المقبلة”.
وتابع: “كما ستجدون ان إسهامه في الناتج الوطني اللبناني الاقتصادي قد يتفوق على قطاعات تقليدية او على الاقل ينافسها مثل الصناعة او الزراعة وما شابه. وثالثا ستجدون ان هذا المجال كبير للتصدير الى الخارج، وبالتالي اذا كان معدل اسهام الصناعات الثقافية في الناتج القومي في الدول الاوروبية مثلا نحو ٦ بالمئة فنحن نتوقع ان تظهر الدراسة بأن اسهامه في لبنان يفوق العشرة بالمئة، مما يعني ان هذا الافق مفتوح ليكون اقتصاد المعرفة واقتصاد الفن واقتصاد المتعة. ان هذا الاقتصاد هو الذي له مستقبل في هذا البلد ان أحسنا سياستها”.
وختم: “أنا مسرور لان أشترك معكم في اطلاق هذا التطبيق الخاص لمدينة طرابلس، وآمل ان تتمثل مدن اخرى في وطننا بهذا التطبيق، مع التشديد على أهمية العمل والتعاون الجماعي”.
شحادة
بدوره، أعرب شحادة عن سروره بالمشاركة في هذا الحدث الذي “يجمع بين التكنولوجيا، والثقافة، والسياحة، والطاقة الشبابية، في مدينة لطالما كانت قلب الشمال النابض، مدينة طرابلس، بتاريخها الغني، وتراثها العريق، وتنوعها الثقافي والديني”.
وأكد أن إطلاق هذا التطبيق هو “أكثر من مجرد حدث تقني بل خطوة متقدمة نحو جعل التكنولوجيا في خدمة الإنسان والمجتمع، وتحديدا في خدمة التعريف بكنوز طرابلس، من معالم تاريخية وأسواق تراثية وفعاليات تعبر عن حيوية المدينة”.
وأشار إلى أن هذا المشروع “ينسجم مع رؤية الوزارة ضمن مشروع “الجمهورية الرقمية” الهادف الى بناء اقتصاد معرفي من أجل تحسين حياة المواطنين وتقديم خدمات فعالة وشفافة ومتاحة للجميع”.
ونوه بـ”الجهود المبذولة ليصبح التطبيق جاهزا للاستعمال”، لافتا الى أن “ما يميزه أنه ثمرة جهود طلاب جامعة ما يعكس حجم الطاقات الشابة في لبنان، ودورها في بناء الاقتصاد الرقمي والتحول التكنولوجي الوطني”.
ودعا إلى “التعاون بين الدولة والجامعات والمجتمع المدني والقطاع الخاص، لتحويل طرابلس وغيرها من المدن إلى منصات حقيقية للتحول الرقمي، ومراكز إشعاع ثقافي وحضاري في المنطقة”.
كبارة
ولفت عبد الغني كبارة الى ان “إطلاق هذا التطبيق يشكل خطوة اولى نحو مسار مؤسسي هدفه تطور تطبيقات عملية ذات منفعة عامة، تمنح الطلاب خبرات واقعية، يعزز روح الانتماء ويحفز المبادرة والعطاء والاسهام في بناء مستقبل اكثر إشراقا لمدينة طرابلس وان تكون هذه المبادرة نموذجا يحتذى”