أكد أمين عام حزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن ما جاء به الموفد الأميركي توم برّاك “هو لمصلحة إسرائيل بالكامل”، مشيراً إلى أنه يحمل إملاءات واضحة تهدف إلى نزع قوّة حزب الله وتجريد لبنان من قدرته الدفاعية. وقال قاسم إن “وثيقة براك” لا تخدم سوى العدو، إذ تسعى إلى منع الجيش اللبناني من امتلاك سلاح حقيقي، وتفرض شروطا تعجيزية تحت ذريعة الترتيبات الأمنية.
وأضاف: “لسنا موافقين على أي اتفاق جديد غير الاتفاق السابق بين الدولة اللبنانية وإسرائيل، وأي جدول زمني يُطرَح لتنفيذه تحت سقف العدوان الإسرائيلي، لا يمكن القبول به”.
وفي سياق متصل، شدّد قاسم على أن لبنان والمقاومة التزما باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، في حين أن إسرائيل هي من خرق الاتفاق “آلاف المرات”، في محاولة لإعادة فرض معادلات جديدة بالقوة.
وفي الشأن الداخلي، دعا قاسم إلى الإسراع في إنجاز التحقيقات والمحاكمات في ملف انفجار مرفأ بيروت، مؤكداً ضرورة إبعادها عن التسييس والطائفية والاتهامات الجاهزة، وكذلك عن الأوامر الخارجية التي تُفرغ التحقيق من مضمونه.
وطرح قاسم خارطة طريق لبناء لبنان وتثبيت الاستقرار فيه، ترتكز على ثلاث قواعد أساسية:
التشارك والتعاون في إطار الوحدة الوطنية،
رسم أولويات وطنية حقيقية بعيداً عن التلهّي بالقشور،
رفض الوصاية الأميركية والعربية التي “تُبطل قدرتنا وتُقيّد إنجازاتنا”، على حدّ تعبيره.
وقال إنّ “المقاومة جزء من دستور الطائف ومنصوص عليها ضمن الإجراءات المتّفق عليها لحماية لبنان، والأمر الدستوري يتطلّب توافقاً وتفاهم مقوّمات المجتمع كافّة”.
وأكّد أن الخروج من الأزمات لا يتم بالرهانات على الخارج أو عبر مقايضات على حساب المقاومة، بل من خلال عمل داخلي جاد يحفظ كرامة الوطن ويصون استقلاله.