في وقت كانت فيها أوروبا مركزاً أساسياً لأفضل لاعبي كرة القدم في العالم، برزت المملكة العربية السعودية معلنة عن ثورة جديدة في عالم الساحرة المستديرة.
كان الدوري السعودي يُنظر إليه كمسابقة محلية تتمركز في إطار المنافسة داخل القارة الآسيوية من دون تأثير يُذكر عالمياً، لكنّ ذلك تغير بصورة جذرية عقب دخول الاستثمارات الواسعة لدعم الأندية الكبرى مثل الهلال، النصر، الاتحاد، والأهلي، مما ساهم في تعزيز مكانة الدوري السعودي ليصبح منافساً قوياً لأهم الدوريات الأوروبية.
لم يعد الدوري السعودي مجرّد بطولة إقليمية، بل تطوّر ليكون مشروعاً رياضياً واستثمارياً ضخماً يجذب اهتمام العالم.
هذه النقلة النوعية تعززت بتعاقدات مميزة مع نجوم كرة القدم العالميين الذين ارتبطت أسماؤهم بأعرق الأندية الأوروبية، وتلك الصفقات لم تكن فقط لتعزيز الأداء الرياضي، بل حملت رسالة واضحة حول الطموح السعودي لبناء إرث كروي عالمي مع التركيز على تحقيق النجاح المستدام وليس الاكتفاء بالصرف المالي.
بداية هذه الرؤية تمثلت بانتقال كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر، وأعقبه وصول أسماء بارزة مثل كريم بنزيما، نغولو كانتي، رياض محرز، ونيمار دا سيلفا.
إلى جانب ذلك، دخلت بعض الأندية الأخرى في المنافسة باستقطاب لاعبين دوليين مثل ماتيو ريتيغي، هداف الدوري الإيطالي الذي انضم إلى القادسية، ما أدى إلى رفع مستوى التنافس وجعل التوقعات بشأن الأبطال المحليين والقاريين أكثر تعقيداً.
هذا الزخم الاستثنائي في ضم النجوم العالميين انعكس مباشرةً على ارتفاع حقوق البث التلفزيوني، حيث أصبحت القنوات العالمية تتسابق لنقل مباريات الدوري السعودي، كما شهدت منصات التواصل الاجتماعي زيادة ملحوظة في التفاعل الجماهيري، ما عزز مكانة الدوري كمنتج رياضي على مستوى عالمي، وهذا الاهتمام المكثف جذب أيضاً عمالقة شركات الرعاية والاستثمارات المرتبطة بالنجوم المنضمين حديثاً إلى الأندية السعودية.
المبادرة السعودية لم تقف عند حدود استقطاب اللاعبين أو ضخ الأموال؛ بل تنسجم مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى وضع السعودية كمركز رياضي عالمي، وهذا التوجه شمل أيضاً تعزيز البنية التحتية الرياضية ببناء ملاعب متطوّرة وإنشاء أكاديميات متخصصة لتطوير المواهب المحلية، ما يساهم في استدامة المشروع الرياضي.