جلسة صاخبة عقدتها رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية لنقاش خطة وبرنامج “الهيئة التنفيذية للرابطة” بعد تسلم مهامها مؤخراً. فقد أتت الجلسة في ظل البلبلة التي تعيشها الجامعة في ملفات عدة، تبدأ بملف التفرغ ولا تنتهي بتشكيل لجنة تحقيق غير قانونية استدعت الأساتذة للتحقيق معهم مؤخراً.
لجنة تحقيق في الآداب
وفي التفاصيل، دعت الهيئة التنفيذية للرابطة، التي انتخبت حديثاً، مجلس المندوبين في الرابطة لعرض خطة السنتين المقبلتين والاستماع إلى توصيات الأساتذة في الجامعة اللبنانية. وأثار المندوبون العديد من القضايا ولا سيما ما تتعرض له كلية الآداب من انتهاكات طالت أساتذتها مؤخراً. وطالت النقاشات مواضيع عدة تبدأ من حقوق الأساتذة وكيفية استعادة مداخيلهم السابقة وصولاً إلى ملف التفرغ للأساتذة المتعاقدين.
ووفق مصادر “المدن” شهدت الجلسة نقاشاً مستفيضاً حول كلية الآداب، لا سيما بما يتعلق بلجنة التحقيق التي تشكلت في الإدارة المركزية، والتي أقدمت على استدعاء الأساتذة من جميع المناطق للتحقيق معهم حول سبب تغيبهم عن الكلية خلال الزيارات الفجائية التي قام بها رئيس الجامعة بسام بدران إلى فروع الكلية. واحتج المندوبون أمام رئيس الرابطة على الإهانة التي تعرض لها أساتذة الكلية، الذين جرى التحقيق معهم، من دون اتباع الأسس القانونية، وجرى “تصويرهم كما لو أنهم زعران وخارجون عن القانون”، على حد وصف الأساتذة .
الحفاظ على كرامة الأساتذة
وتقول مصادر في مجلس المندوبين لـ”المدن” إن رئيس الرابطة يحي الربيع أبدى امتعاضه من الاستدعاءات التي حصلت، وأكد للمندوبين أن ما جرى خارج عن الأصول القانونية والأسس المتبعة في الجامعة. وشدد على رفض التعامل مع الأستاذ الجامعي بهذه الطريقة المهينة، وضرورة الحفاظ على كرامته.
ووفق مصادر “المدن” تبين أن لجنة التحقيق غير القانونية، لم تكتف باستدعاء الأساتذة الذين كانوا متغيبين عندما زار بدران فروع كلياتهم فحسب، بل استدعت أساتذة كانوا حاضرين ويدرّسون الطلاب في الصفوف حينها. فقد تبين أن خطأ ما ارتكب في تسجيل أسماء الأساتذة المتغيبين. وقد ذهب هؤلاء الأساتذة إلى الإدارة المركزية بعد تلقي اتصالات استدعاء، واكتشفوا أنهم أمام لجنة تحقيق تسأل عن أسباب تغيبهم. وقد تناولت الاستدعاءات كاهن رعية يدرس في كلية الآداب في صيدا. ووجهت له أسئلة اتهامية بعدم الحضور إلى الكلية لتعليم الطلاب. لكن هذا الأستاذ وغيره من الأساتذة صبوا جام غضبهم على هذه اللجنة واحتجوا على طريقة معاملتهم بهذا الشكل المهين، وعدم اتباع الأسس الإدارية والعودة إلى المسؤولين المباشرين عنهم في الأقسام. فبعض الأساتذة، وبعد تلقي اتصال الاستدعاء، أتوا من مناطق بعيدة إلى بيروت واكتشفوا أنهم أمام لجنة تحقيق معهم حول تغيبهم عن التعليم.
ولفت مندوبون لـ”المدن” إلى أن رئيس الرابطة شدد على الأساتذة ضرورة رفض التعاون مع أي جهة تتصل بهم وتستدعيهم من دون اتباع الأسس الإدارية. دعاهم إلى الامتناع عن المثول أمام أي داخل الجامعة من دون وجود طلب رسمي أو العودة إلى رئيس القسم ومدير الفرع وعميد الكلية. لكن الربيع دعا الأساتذة إلى احترام قوانين الجامعة والقيام بواجباتهم.
ولفت المندوبون إلى أن الربيع رفض إصدار أي بيان رسمي يدين هذه الاستدعاءات التي تعرض لها الأساتذة، وتذرّع أن القضية حصلت قبل تولي الهيئة التنفيذية مهامها. لكنه أكد أولوية الدفاع عن الأساتذة ورفض أي ممارسات مهينة بحقهم تصدر عن إدارة الجامعة، واعداً بالتصدي لها من خلال البيانات والمواقف الرسمية والعلنية.
إلى ذلك أثار المندوبون قضية دمج المسارات ضمن اختصاصات كلية الآداب معتبرين أنها تتم بطريقة عشوائية لأنها لم تراع الأصول الأكاديمية لتعديل المناهج. وأكد الربيع للمندوبين رفض الرابطة أي تغيير في برامج الكلية بطريقة متسرعة ومن دون تشكيل لجان علمية تدرس الموضوع من جميع جوانبه.