أقرت اللجنة الوزارية للتخطيط الاقتصادي والتنمية المستدامة في ايطاليا التصميم النهائي لجسر مضيق ميسينا، أطول جسر معلق في العالم، إلى جانب سلسلة من الأعمال التكميلية الهامة والاستراتيجية للمنطقة.
وبحسب وكالة نوفا، يأتي قرار اللجنة الوزارية للتخطيط الاقتصادي عقب توقيع الملحق الخاص بالعقد بين صاحب الامتياز، شركة مضيق ميسينا، والمقاول العام “يورولينك”، بقيادة “ويبلد”، بقيمة 10.6 مليار يورو.
وستتولى ويبلد المتخصصة ببناء مشاريع البنية التحتية المعقدة وواسعة النطاق – من جسر جنوى سان جورجيو إلى جسري البوسفور الثاني والثالث، تنفيذ مشروع بناء جسر مضيق ميسينا، الذي حظي بدعم قوي من شركة مضيق ميسينا، بالتعاون مع نخبة من أهم الشركات في هذا القطاع، بما في ذلك: مجموعة ساسير الإسبانية، وهي شريكة لـ”ويبلد” في مشروع توسيع قناة بنما، وشركة “أي إتش أي” اليابانية، التي بنت جسورا مثل جسر أكاشي، الأطول في العالم حتى الآن، في اليابان، وجسر عثمان غازي في تركيا، وجسر الدانوب في برايلا، رومانيا، بالتعاون مع “ويبلد”، إلى جانب شركاء آخرين من شركة يورولينك الإيطالية، بما في ذلك “كوندوتي” و”إيتنيرا”.
وتعد “ويبلد” المساهم الأكبر في شركة “ويبلد” تحالف شركات، مُنح عقد تصميم وبناء الجسر عام ٢٠٠٥. وبعد الموافقة على التصميم النهائي عام ٢٠١١، عُلِّقت الأعمال ولم تُستأنف إلا بصدور المرسوم التشريعي ٣٥/٢٠٢٣، الذي أعاد تفعيل عملية بناء الجسر رسميا.
بعد سنوات من الانتظار والتخطيط والتأخير، يعود حلم ربط صقلية بكالابريا، بفضل إنجاز هندسي استثنائي، إلى الواجهة. بطول إجمالي يبلغ 3666 مترا، وامتداد معلق يبلغ 3300 متر، سيُحقق الجسر رقما قياسيا عالميا في الهندسة.
سيبلغ عرض سطح الجسر 60 مترا، ليتسع لستة مسارات طرق -ثلاثة في كل اتجاه- ومسارين للسكك الحديدية، مما يضمن قدرة استيعابية تصل إلى 6000 مركبة في الساعة و200 قطار يوميا.
وستضمن الأبراج الفولاذية التي يبلغ ارتفاعها 399 مترا، ونظام الكابلات الفولاذية فائق المتانة، ثبات الجسر حتى في الظروف الجوية القاسية.
صُمم الجسر لتحمل رياح تصل سرعتها إلى 292 كم/ساعة، وزلزال أشد من المسجل تاريخيا في المنطقة. ويتجلى ذلك من خلال الاختبارات التي أجريت في أنفاق الرياح الدولية الكبرى والدراسات التي أجريت بالتعاون مع الجامعات والمعاهد العلمية الإيطالية مثل لا سابينزا و”أي إن جي في”.
ومن المقرر تنفيذ أعمال تكميلية لأكثر من 40 كيلومترا من السكك الحديدية والأنفاق والجسور، مع ثلاث محطات جديدة لمترو الأنفاق في ميسينا (باباردو، وأنونزياتا، وأوروبا) في صقلية، ومركز أعمال في فيلا سان جيوفاني، كالابريا.
يُعد هذا المشروع جزءا من خطة استثمارية تزيد عن 120 مليار يورو، تهدف إيطاليا من خلالها إلى تحديث شبكة النقل في جنوب البلاد.
وتشارك شركة “ويبلد”، على وجه الخصوص، في أكثر من 500 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية الجديدة المدرجة في شبكة النقل عبر أوروبا (TEN-T).
ووفقا للتقديرات، سيوفر مشروع جسر مضيق ميسينا أكثر من 100,000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مع ذروة تصل إلى 7,000 شخص يعملون في مواقع البناء في أي وقت.
علاوة على ذلك، تتضمن الدراسات البيئية التي حدّثها ائتلاف “يورولينك” تدابير للتخفيف من الآثار البيئية والتعويض عنها تتجاوز المعايير المطلوبة، بما في ذلك إعادة التشجير، وتدخلات في المجاري المائية، وإعادة بناء الموائل الطبيعية.
ستشمل الأعمال الأولية أنشطة تمهيدية مثل معالجة آثار الحرب، والمسوحات الأثرية، وتجهيز الطرق المحلية، وتجهيز مواقع البناء.
لا يُعد جسر مضيق ميسينا مجرد مشروع بنية تحتية، بل هو مشروع يجسد طموحا هندسيا ورؤية أوروبية وتنمية اقتصادية. وتكمن مهمة شركة “ويبيلد”، بخبرتها العالمية وريادتها في ائتلاف “يورولينك”، في قيادة هذا التحول التاريخي، ليكون بمثابة جسر يربط جنوب إيطاليا ببقية أنحاء البلاد