مرض ينتقل بالبعوض إلى البشر في الصين بعد هبوب رياح موسمية… ما هو فيروس الشيكونغونيا؟

مرض ينتقل بالبعوض إلى البشر في الصين بعد هبوب رياح موسمية… ما هو فيروس الشيكونغونيا؟

تسارع طواقم الإنقاذ في جنوب الصين، اليوم الأربعاء، لإزالة الحطام وتنظيف الطرق المغمورة بالمياه في الوقت الذي تستعد فيه المنطقة لهطول مزيد من الأمطار الغزيرة وما يُسفر عنها من انتشار عدوى مرض بعد قُرابة أسوأ أمطار تشهدها البلاد هذا القرن، في أعقاب ذروة رياح موسمية في شرق آسيا.

 

 

وحذّر خبراء الأرصاد الجوية من هبوب مزيد من العواصف الرعدية بعد أن هطلت في آب/ أغسطس ثاني أغزر أمطار في هذا القرن على مدينة قوانغتشو عاصمة إقليم قوانغدونغ، مما أجبر مطار بايون، أحد أكثر المطارات ازدحاماً في العالم، على إلغاء 363 رحلة جوية وإرجاء 311 رحلة.

 

وكشرت السماء فوق هونغ كونغ ومدن التكنولوجيا الفائقة في دلتا نهر اللؤلؤ في الصين عن أنيابها أمس الثلاثاء وأسقطت في آب/ أغسطس أغزر أمطار منذ عام 1884 على المركز المالي الآسيوي.

 

وقالت وسائل إعلام حكومية إنّ فرق الإنقاذ في قوانغدونغ سارعت إلى فتح المصارف وشفط المياه بعيداً من المناطق الحضرية بعدما تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث انهيارات طينية وسقوط أشجار على الطرق السريعة وانشقاق طرق وكشف كابلات وبنى تحتية أخرى.

 

وأظهرت لقطات مصوّرة الطرق وقد تحوّلت إلى ممرات مائية بنية اللون ممّا يُهدّد بزيادة تفشي داء الشيكونغونيا الذي ينتقل إلى البشر عن طريق البعوض الذي ينشط في المياه الراكدة.

 

وأبلغ إقليم قوانغدونغ عن أكثر من سبعة آلاف إصابة بالمرض الفيروسي في وقت سابق.وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إنّ بكين خصصت، أمس الثلاثاء، أكثر من مليار يوان (139 مليون دولار) للإغاثة من الكوارث في قوانغدونغ وإقليم خبي في الشمال والعاصمة بكين ومنطقة منغوليا الداخلية بطرق تشمل إعانات نظير الأضرار التي لحقت بمناطق تزرع الحبوب.

 

وقالت دان وانغ الخبيرة الصينية في مجموعة أوراسيا: “ستؤدي الأمطار إلى ارتفاع أسعار الفواكه والخضروات الطازجة”.

 

وإقليم قوانغدونغ مهدد بفيضان 16 نهراً مع وصول منسوب المياه في موقعين إلى أعلى المستويات منذ عامي 2017 و2018.

 

 

لكن الأسوأ ربما لم يأتِ بعد، إذ قالت سلطات إدارة الطوارئ أمس الثلاثاء إنّه من المتوقع هبوب إعصارين أو ثلاثة في آب/ أغسطس.

 

 

 

ما هو الشيكونغونيا بحسب منظمة الصحة العالمية؟

 

الشيكونغونيا مرض يُسبّبه فيروس الشيكونغونيا الذي ينقله إلى البشر البعوض الحامل لعدوى المرض، وقد أُبلغ عن فاشيات كبيرة وحالات متفرقة من المرض معظمها في الأميركتين وآسيا وأفريقيا، وعن فاشيات أصغر أحياناً في أوروبا.

 

تتشابه أعراض حمى الضنك وفيروس زيكا مع أعراض الشيكونغونيا، مما يجعل من السهل تشخيص هذا الداء بشكل خاطئ ويصعب على البلدان تحديد عدد المصابين بعدوى المرض بدقة.

 

يُسبّب داء الشيكونغونيا حمى وآلاماً شديدة في المفاصل، غالباً ما تكون منهكة وقد تدوم لفترة طويلة؛ ومن أعراضه الأخرى تورم المفاصل، والآلام العضلية، والصداع، والتقيّؤ، والتعب، والطفح الجلدي.

 

يوجد حالياً لقاحان مضادان للشيكونغونيا حصلا على موافقات تنظيمية في عدة بلدان و/ أو أُوصي بإعطائهما لفئات السكان المعرضة للخطر في عدة بلدان، ولكنهما لم يُتاحا ولم يُستعملا بعدُ على نطاق واسع. وتعكف المنظمة والخبراء الاستشاريون الخارجيون على استعراض التجارب التي أُجريت على اللقاحَين والبيانات المتعلقة بالمرحلة اللاحقة لتسويقهما في سياق مكافحة أوبئة الشيكونغونيا على صعيد العالم للاسترشاد بها في ما يمكن وضعه من توصيات بشأن استعمالهما.

 

لا يوجد علاج محدد بالأدوية المضادة لحالات العدوى بفيروس الشيكونغونيا، ولكن يمكن استعمال أدوية خافضة للحرارة ومسكنات (مثل الباراسيتامول) لعلاج الحمى والألم تخفيفاً لهذه الأعراض.

 

من النادر أن يتسبّب هذا الداء في ظهور أعراض شديدة وفي وفيات، وعادةً ما يصيب صغار الأطفال أو كبار السن الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى مصاحبة.

LinkedIn
Share
Copy link
URL has been copied successfully!

الأخبار