حسابٌ، حسابان، ثلاثة وأكثر. أشخاصٌ يؤيّدون حزب الله ويُظهرون وجوههم بوضوح ويشتمون رئيس الجمهوريّة مستخدمين عبارات سوقيّة.
إنّها ما يُسمّى “بيئة حزب الله” التي لم يعجبها ما قاله الرئيس جوزاف عون قبل يومين، إذ هي اعتادت على رؤساء يلبّون رغباتها، ويعبّرون عن آرائها، ويلتزمون بمقرّراتها.
أزعجهم أنّ رئيس الدولة يريد بناء الدولة. دولةٌ فيها جيشٌ يدافع عن الأرض والناس، ويمنع دخول لبنان في حروب الآخرين فيدفع الثمن شهداء ودماراً.
هؤلاء، الذين يشتمون الرئيس، ليسوا عناصر غير منضبطة، وإلا لكانوا ضُبطوا بعد نشر فيديوهاتهم. هؤلاء يُعبّرون عمّا يُقال لهم في الغرف المغلقة، من قبل مسؤولين في حزب الله نجوا، حتى الآن، من الحرب التي زجّوا لبنان فيها بحجّة بلوغ طريق القدس، للتذكير، ولكنّ بعضهم يستخدم لغة الشارع بطريقةٍ غير مسبوقة، وهم معروفون، بالصورة والإسم، وعلى الدولة، إن كنّا فعلاً استعدنا الدولة بقضائها الذي يستعجل عادةً محاسبة أصحاب الرأي السياسي، أن تقوم بمعاقبة هؤلاء ليس لأنّهم عبّروا عن آرائهم، وهذا حقّ لهم، ولكن لأنّهم استخدموا عباراتٍ مشينة يُحاسب عليها القانون.
ننتظر أن نسمع خبراً عن توقيف من تطاول على رئيس الجمهوريّة وشتمه. نتحدّث هنا عن محاسبة قانونيّة، وليس، بالتأكيد، عن المحاسبة على طريقة حزب الله الذي كان لا يتردّد في تصفية من يخالفه الرأي، واللائحة طويلة.