التعنُّت لم يعد ينفع “الحزب”.. وهذه أقصر الطرق

التعنُّت لم يعد ينفع “الحزب”.. وهذه أقصر الطرق

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

يتصرف حزب الله برفض قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة، بما فيه سلاح الحزب، وكأنه مايزال بقوته السياسية والعسكرية وامتدادته، كما كان عليه قبل حرب «الاسناد» التي اشعلها لدعم حركة حماس في حربها مع قوات الاحتلال الاسرائيلي، قبل ما يقارب من السنتين، ويستحضر كل مفردات التهديد والوعيد ضد الدولة،باختراع الاكاذيب والبدع، لمنع تنفيذ القرار والابقاء على سلاحه، تارة بحجة أنه عنصر قوة لمواجهة اسرائيل، وتارة اخرى للتصدى للعناصر السورية المتشددة للنظام الجديد، والهدف الابقاء على السلاح متفلِّتاً من اي ضوابط شرعية، للتهويل به بالداخل، كلما دعت الحاجة، واستغلاله بالاستقواء السياسي والهيمنة متى سنحت الظروف بذلك، وتوظيفه غب الطلب الايراني، لتحقيق مصالح ايران وصفقاتها الاقليمية والدولية وباختصار،يحاول تكرار صيغة الحزب السابقة، «دولة ضمن الدولة».

يحاول الحزب تحميل الدولة اللبنانية والحكومة، مسؤولية الخراب والدمار الذي تسببت به مغامراته بحرب الاسناد، من تدمير القرى والمناطق وتهجير اهلها، واعادة الاحتلال الاسرائيلي لمناطق استراتيجية جنوباً كانت محررة، وبالتأخير في عملية اعادة اعمار المناطق المهدمة، ويتجاهل كلياً مسؤوليته باستدراج العدوان الاسرائيلي استجابة لاوامر ايران ومصالحها.

تدحض الوقائع واقع الحزب المأزوم يوميا، وتؤكد سقوط كل ادعاءاته وحججه، لرفض امتثاله لقرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة، بدءاً من استمرار الاعتداءات وعمليات القصف الاسرائيلي اليومي على ما تبقَّى من مراكز ومستودعات سلاح لديه، واغتيال كوادره، وعجزه الفاضح عن الرد والمواجهة، وحماية نفسه بالحد الادنى.

لم يعد ينفع الحزب استمرار تعنته ورفضه تسليم سلاحه للدولة اللبنانية، بعد تغير موازين القوى وتبدل التحالفات وسقوط محور ايران ونظام بشار الاسد،ولم تعد المكابرة تفيد بشيء في وقف مسار الانحدار الذي بلغه، بعد الخسارة المدوية التي لحقت به.

فاذا كان هدف حزب الله تحقيق الانسحاب الاسرائيلي من المناطق التي تحتلها اسرائيل جنوبا، وتأمين عودة الاسرى من الحزب، واعادة اعمار المناطق المهدمة، وحل مشاكل ترسيم الحدود الجنوبية، ووقف جميع الاعتداءات وخرق الاجواء والمياه اللبنانية، فهي نفس الاولويات التي تسعى الدولة اللبنانية في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، لتنفيذها،بكل جدية واصرار بالرغم من كل التعقيدات والصعوبات الاقليمية والدولية.

ويبقى اقصر الطرق، تجاوب الحزب مع قرارات الحكومة للمساعدة، في وقف حرب الاستنزاف التي يتعرض لها الحزب ومنع خسارة المزيد من الكوادر والعناصر الحزبية بلا طائل، والعمل معا لتحقيق تنفيذ المطالب والاولويات التي تهم الجنوبيين خصوصا واللبنانيين عموما، تجنباً لاستنزافه مزيدا من الوقت بلا طائل، والدخول في متاهات غير محمودة، ولغير صالح الحزب في ظل اجماع معظم اللبنانيين، والدول العربية والاجنبية الفاعلة، على نزع سلاح الحزب واخراج لبنان من تداعيات حرب الاسناد التدميرية.

LinkedIn
Share
Copy link
URL has been copied successfully!

الأخبار