جاء في موقع “ناشطون”:
مرة جديدة، تقف مدينة طرابلس في وجه حملات مشبوهة تهدف إلى إغراقها في العتمة ومنعها من التعبير عن هويتها الثقافية والحضارية. وكأن هناك من يصرّ على إبقاء المدينة في دوامة الحزن، رافضًا أن تنبض بالحياة أو أن تنال حقها الطبيعي بالفرح.
الحملة التي سبقت الحفل الفني للفنان محمد فضل شاكر في معرض رشيد كرامي الدولي ، والتي اتخذت من الأوضاع الاقتصادية ومعاناة غزة ذريعة، لم تكن سوى محاولة مفتعلة لإثارة البلبلة وبث الخوف، وهي ليست الأولى من نوعها. فمنذ سنوات، تواجه طرابلس محاولات منظمة لتشويه صورتها، وكأنها لا تستحق أن تحتضن مهرجانًا، أو أن تشهد ليلة فنية هادئة، كما سائر مدن لبنان.
لكن طرابلس، التي اعتادت المقاومة على طريقتها، تجاوزت هذه المحنة بفضل وعي أهلها وجهوزية الجيش اللبناني والقوى الأمنية الذين منعوا محاولات عرقلة الحفل، وأمّنوا أجواءه رغم محاولات الترهيب. الحفل الذي حضره المئات من الطرابلسيين والوافدين من خارج المدينة، كان بمثابة تحدٍ ورسالة: طرابلس لن تصمت، ولن ترضى بالعزلة المفروضة قسرًاً.
حضور النائب أشرف ريفي وعقيلته كان لافتًا، لا سيما وأنه تابع الملف منذ بداياته، وأجرى اتصالات مباشرة بمخابرات الجيش لضمان سلامة الحدث. كما جرى الاتصال بالفنان فضل شاكر خلال الحفل، حيث عبّر عن امتنانه ودعمه للمدينة وأهلها، في موقف يؤكد أن طرابلس لا تزال قادرة على كسر القيود.
الاعتراضات – وإن تغلّفت بالشعارات – لم تكن بريئة. فطرابلس، التي ما انفكت تعبّر عن تضامنها مع فلسطين بكل الميادين، تعرف أن الفرح لا يلغي الألم، وأن الحياة لا تتناقض مع الموقف المبدئي. ومن يرفض الفرح فيها، إنما يرفض أن تنهض المدينة، وأن تستعيد دورها الطبيعي كعاصمة ثقافية وشعب حيّ.
طرابلس انتصرت على التهويل… وانتصرت للفرح. وستبقى تنشد الحياة رغم الضجيج المصطنع.











