نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) اليوم الأحد عن مصدر أمني قوله إن “قوات الأمن الداخلي استعادت السيطرة على النقاط التي تقدّمت إليها ميليشيات الهجري (الزعيم الدرزي حكمت الهجري) في تل الحديد وريمة حازم وولغا بريف السويداء”.
وأكد المصدر الأمني أنه “بعد التصدي للهجوم المنظم من قبل ميليشيات الهجري في محافظة السويداء على نقاط الأمن الداخلي المنتشرة في تل الحديد وريمة حازم وولغا، استعادت قوات الأمن السيطرة على النقاط التي تقدمت إليها هذه المجموعات”.
وأوضح أنه “تم تأمين المنطقة من قبل قوات الأمن الداخلي ووقف الاشتباكات حفاظاً على استمرار اتفاق وقف إطلاق النار”.
وكانت وزارة الداخلية أوضحت في وقت سابق من اليوم، أن “ميليشيات الهجري واصلت خرق اتفاق وقف إطلاق النار من خلال شنّ هجمات غادرة على قوات الأمن الداخلي في عدة محاور، إلى جانب قصف بعض القرى بالصواريخ وقذائف الهاون، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من عناصر الأمن”.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، سقط قتيلان وعدد من الجرحى في الاشتباكات التي تقع للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار.
وأعلن المرصد السوري أن “الفصائل المحلية سيطرت على موقع تل حديد الاستراتيجي في الريف الغربي للمحافظة، بعد معارك عنيفة مع مقاتلين يستقلون سيارات تابعة للأمن العام، أسفرت عن مقتل مسلح من الفصائل وسقوط قتلى من قوات الأمن تم نقلهم إلى مشفى في درعا”.
ويُعد تل حديد موقعًا مرتفعًا يُشرف على بلدة الثعلة ومحيطها، كما يتحكم بطرق حيوية تربط السويداء بجوارها الغربي، ما يجعله نقطة استراتيجية حساسة.
بالتزامن، تجددت المواجهات على محور بلدة الثعلة، مع قصف عنيف مصدره مناطق خاضعة لسيطرة القوات الحكومية، فيما سُمع دوي انفجارات في أنحاء متفرقة من المدينة، وسط حالة من التوتر والذعر بين السكان.
وفي وقت سابق، أشار المرصد إلى سقوط قذائف هاون على بلدة عرى انطلقت من مقبرة مسيحية تتواجد فيها مجموعات مسلّحة من عشائر البدو، الأمر الذي قابله ردّ ناري من مسلحين من أبناء الطائفة الدرزية، من دون تسجيل خسائر بشرية، لكنه أثار حالة من الهلع بين المدنيين، في ظل تكرار استهداف المناطق السكنية.
ودعا المرصد إلى تحرّك عاجل لوقف مصادر النيران ومحاسبة المسؤولين عن هذه الخروقات، محذرًا من تداعيات التصعيد على الوضع الإنساني والاستقرار الهش في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه الحكومة لإعادة الاستقرار وعودة الخدمات إلى محافظة السويداء، لكن استمرار المواجهات يُهدّد بفشل هذه المساعي وبتفاقم الوضع الأمني والإنساني في الجنوب السوري.
وأفادت وكالة سانا للأنباء بدخول قافلة مساعدات إنسانية جديدة تضم 10 شاحنات إلى محافظة السويداء عبر ممر مدينة بصرى الشام الإنساني في ريف درعا.